بسبب الوقود الأحفوري.. أكثر من 30 دولة تعارض مسودة البرازيل بمؤتمر "كوب 30"

بسبب الوقود الأحفوري.. أكثر من 30 دولة تعارض مسودة البرازيل بمؤتمر "كوب 30"
مقر انعقاد مؤتمر كوب 30 في البرازيل

تصاعد التوتر في مدينة بيليم البرازيلية على مشارف ختام مؤتمر الأطراف "كوب 30"، مع إعلان أكثر من ثلاثين دولة رفضها مسودة اتفاق أولي اقترحتها البرازيل، وذلك لعدم احتوائها على خارطة طريق للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، في خطوة اعتبرها المراقبون اختباراً حقيقياً لجدية الالتزام العالمي بمكافحة تغير المناخ. 

الموقف جاء على وقع حريق في مقر المؤتمر أدى إلى تعطيل فعاليات الخميس، مما زاد من صعوبة التوصل إلى توافق دولي قبل نهاية أعمال القمة مساء اليوم الجمعة بحسب فرانس برس.

ضغط دبلوماسي واسع

تتوزع الدول المعارضة بين أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا ودول جزر المحيط الهادئ، وأكدت ضرورة تضمين أي اتفاق نهائي خارطة طريق واضحة لتنفيذ انتقال منظم وعادل نحو الابتعاد عن النفط والفحم، وشددت الرسالة على أن الاقتراح الحالي "لا يلبي الحد الأدنى من الشروط اللازمة لتحقيق نتيجة موثوقة لمؤتمر الأطراف"، وكانت فرنسا وبلجيكا من بين الموقعين على الرسالة، مؤكدتين موقفهما من أهمية الالتزام بتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

غياب الوقود الأحفوري في المسودة

تجاهلت المسودة التي أعدها الرئيس الدبلوماسي البرازيلي أندريه كوريا دو لاغو أي إشارة مباشرة للوقود الأحفوري، رغم أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أبدى دعمًا لفكرة إدراج التزامات واضحة عند انطلاق المؤتمر، في خطوة اعتبرها البعض رمزية لالتزام بلاده بالقضايا البيئية، ولكن هذا التجاهل أثار قلق الدول الأكثر تضررا من آثار التغير المناخي، وأجبر المفاوضين على البحث عن صياغة جديدة تلبي الحد الأدنى من التطلعات.

الانقسام الدولي حول الحلول

وعلى الرغم من الضغط المتزايد للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري داخل مؤتمر “كوب 30”، رفضت بعض الدول الكبرى، بينها الصين والسعودية ونيجيريا وروسيا، الاقتراح بشكل قاطع، مما أعاد إلى السطح الانقسامات العميقة حول المسؤولية عن الحد من الانبعاثات وكيفية توزيع الأعباء الاقتصادية المترتبة على التحول إلى الطاقة النظيفة، وتبرز هذه المواقف تحديات جدية أمام القدرة على صياغة اتفاق شامل يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والأهداف البيئية.

تداعيات الحريق على جدول الأعمال

أدى حريق وقع في مقر المؤتمر يوم الخميس إلى تعطيل فعاليات عدة، بما في ذلك جلسات حاسمة حول تمويل المناخ والتحول الطاقي، مما أضاف صعوبة إضافية أمام التوصل إلى توافق سريع، ورغم هذه المعوقات، حافظت الوفود على الزخم المطلوب لإيجاد صياغة تضمن الالتزام بالانتقال العادل من الوقود الأحفوري، في ظل الضغوط المتزايدة من قبل المجتمع المدني والمنظمات البيئية الدولية.

يعد مؤتمر الأطراف "كوب" أبرز منصة دولية لتنسيق السياسات البيئية بين الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. عقد مؤتمر كوب 30 في بيليم، البرازيل، في سياق تزايد المخاطر البيئية الناتجة عن الاحترار العالمي، بما في ذلك الحرائق، وارتفاع درجات الحرارة، والتأثيرات المدمرة على التنوع البيولوجي والاقتصادات المحلية. 

مسألة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري هي محور الخلافات بين الدول الصناعية والنامية، حيث ترى الأولى ضرورة الالتزام بخفض الانبعاثات، بينما تخشى الثانية من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن التحول السريع، وتبرز أهمية الاتفاق في بيليم في كونه سيحدد مدى التزام المجتمع الدولي بخفض الانبعاثات وضمان انتقال عادل للطاقة، بما يؤثر على قدرة الدول على تحقيق أهدافها المناخية دون الإضرار بالنمو والتنمية الاجتماعية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية